ما هو التداول الآلي؟ وهل يمكن أن يكون مربحًا؟

صار التداول الآلي في السنوات الأخيرة محور حديث الكثير من المتداولين حيث باتت التكنولوجيا تلعب دورًا متزايدًا في مختلف مجالات الحياة، ولا يُستثنى من ذلك عالم التداول والاستثمار، ومن أبرز هذه الابتكارات في الأسواق المالية هو “التداول الخوارزمي والذي أصبح خيارًا شائعًا بين المتداولين، سواء كانوا محترفين أو مبتدئين لكن، ما هو التداول الآلي؟ وكيف يمكن الاستفادة منه؟ وما هي مخاطره؟ وهل هو بالفعل الحل السحري لتحقيق أرباح مستمرة في السوق؟ في هذا المقال نستعرض كل ما تحتاج معرفته عن عنه بشكل شامل.

مفهوم التداول الآلي

التداول الآلي أو ما يُعرف أحيانًا باسم “التداول الخوارزمي” (Algorithmic Trading)، هو أسلوب تداول يستخدم برامج إلكترونية تنفذ الصفقات تلقائيًا بناءً على مجموعة من القواعد والمعايير المحددة مسبقًا، هذه القواعد قد تتعلق بتحليل فني، مؤشرات معينة، إدارة رأس المال، أو حتى أحداث إخبارية.

تكتب هذه القواعد غالبًا باستخدام لغات برمجة معينة مثل Python، MQL، أو C++، ويمكن ضبط النظام الآلي بحيث يعمل دون تدخل بشري في اتخاذ القرار، وهو ما يجعل التداول أسرع وأكثر انضباطًا.

آلية عمل أنظمة التداول الآلي

يعتمد نظام التداول الآلي على البرمجيات التي تقرأ بيانات السوق لحظة بلحظة، وتقارنها بالمعايير المحددة من قِبل المتداول، عند تحقق الشروط، يقوم النظام بإرسال أوامر البيع أو الشراء تلقائيًا إلى منصة التداول، دون الحاجة إلى تدخل مباشر من المستخدم.

مثلًا يمكن ضبط النظام لشراء سهم إذا تجاوز مؤشر القوة النسبية RSI مستوى 30 أو لبيع عملة إذا كسر السعر المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا وبفضل هذه الآلية يمكن تنفيذ عدد هائل من الصفقات في وقت قصير جدًا، وبدقة عالية يصعب على المتداول البشري تحقيقها يدويًا.

مزايا التداول الآلي

هناك العديد من المزايا التي يمنحها لنا التداول الآلي وفيما يلي نوضح لك أبرزها عبر موقع كوبونز كوبي:

  • السرعة والدقة: التداول الآلي يُمكنه تنفيذ الأوامر في أجزاء من الثانية، مما يمنح المتداول أفضل الأسعار الممكنة في السوق.
  • التحرر من العاطفة: القرارات المبنية على العاطفة مثل الخوف أو الطمع تُعد من أبرز أسباب الخسارة في التداول، التداول الآلي يتخذ قراراته بناءً على منطق محدد مسبقًا، ما يقلل من التحيزات النفسية.
  • الانضباط والاتساق: بفضل تنفيذ الخطط الموضوعة بدقة، يقلل التداول الآلي من فرص الانحراف عن الاستراتيجية.تنفيذ عدد كبير من الصفقات
  • يمكن تنفيذ آلاف الأوامر على مدار اليوم، ما يجعل التداول الآلي مثاليًا للاستراتيجيات المعتمدة على المضاربة السريعة.
  • القدرة على اختبار الاستراتيجيات باستخدام البيانات التاريخية (Backtesting)، يمكن اختبار فاعلية الاستراتيجية قبل استخدامها في السوق الحقيقي.

عيوب ومخاطر التداول الآلي

هناك بعض المخاطر المرتبطة بهذا النوع من التداول ومن ضمنها ما يلي:

  •  الاعتماد على التكنولوجيا فأي خلل تقني مثل انقطاع الإنترنت أو توقف البرنامج قد يؤدي لخسائر فادحة.
  • عدم التكيف مع الظروف المفاجئة لا يستطيع النظام الآلي استيعاب الأحداث المفاجئة مثل الأخبار الجيوسياسية أو الأزمات الاقتصادية، ما قد يُفقده فعاليته في بعض اللحظات الحاسمة.
  • الإفراط في التداول قد يؤدي إعداد غير دقيق إلى تنفيذ عدد هائل من الصفقات في وقت قصير، ما يزيد من التكاليف والمخاطر.
  •  الحاجة للبرمجة الدقيقة حيث إن أي خطأ صغير في البرمجة قد يؤدي إلى نتائج كارثية، لذا يجب التأكد من دقة الأكواد المستخدمة.

استراتيجيات التداول الآلي الأكثر شيوعًا

يتيح التداول الآلي تطبيق عدد كبير من الاستراتيجيات، وتتنوع هذه الاستراتيجيات حسب أهداف المتداول وسلوكه:

استراتيجية تتبع الاتجاه (Trend Following)

تعتمد هذه الاستراتيجية على تتبع اتجاهات السوق الحالية والدخول في صفقات تسير مع الاتجاه، سواء كان صاعدًا أو هابطًا، تُستخدم مؤشرات مثل المتوسطات المتحركة (Moving Averages) ومؤشر MACD في هذه الطريقة.

استراتيجية كسر النطاق (Breakout Strategy)

تُستخدم هذه الطريقة عندما يخترق السعر مستوى مقاومة أو دعم قوي، ويفترض النظام أن هناك دفعة سعرية قادمة في نفس اتجاه الكسر.

استراتيجية التداول العكسي (Mean Reversion)

تفترض هذه الاستراتيجية أن الأسعار تميل للعودة إلى متوسطها بعد ابتعادها لفترة، وتُستخدم مؤشرات مثل البولنجر باند ومؤشر القوة النسبية RSI.

اسنراتيجية سكالبينج (Scalping)

استراتيجية تعتمد على تنفيذ عدد كبير من الصفقات الصغيرة في فترات زمنية قصيرة جدًا، هذه الاستراتيجية مناسبة فقط للأنظمة الآلية بسبب سرعتها.

التحكيم السعري (Arbitrage)

تقوم هذه الاستراتيجية على استغلال فروق الأسعار بين منصات أو أزواج مختلفة لتحقيق أرباح فورية.

مقارنة بين التداول الآلي والتداول اليدوي

رغم أن التداول الآلي يتمتع بقدرات كبيرة، إلا أن الجمع بين النوعين (الآلي واليدوي) قد يكون هو الخيار الأمثل، خاصة عند دمج التحليل البشري بالسرعة التقنية، وفيما يلي نعقد لك مقارنة شاملة بينهما:

  • التداول الآلي يعتمد على أنظمة وبرمجيات تداول مصممة لتنفيذ الصفقات تلقائيًا بناءً على معايير معينة، يتيح هذا النوع من التداول تنفيذ الصفقات بسرعة كبيرة جداً مقارنة بالتداول اليدوي، حيث يقوم النظام باتخاذ قرارات سريعة وتنفيذها في وقت ضئيل جدًا،
  • كما أن التداول الآلي لا يتأثر بالعواطف، وهو أمر مهم جدًا لأن العواطف مثل الخوف والطمع قد تؤثر على اتخاذ القرارات السليمة في التداول اليدوي لهذا السبب، يتسم التداول الآلي بانضباط عالٍ، حيث يعمل وفقًا لخوارزميات ثابتة ومتفق عليها دون انحراف بسبب التوتر أو العوامل النفسية.
  • من ناحية أخرى التداول اليدوي يعتمد على مهارات وتقديرات المتداول، في هذا النوع من التداول، يكون التنفيذ أبطأ ويعتمد على سرعة الاستجابة البشرية، المتداول قد يتأثر بالعواطف مثل القلق أو الطمع، ما يمكن أن يسبب تذبذبًا في قراراته ويؤثر على استراتيجية التداول بشكل سلبي.
  • كما أن الانضباط قد يتراجع في ظل الضغوط النفسية، من ناحية أخرى، يتفوق التداول اليدوي في التفاعل مع الأحداث المفاجئة والتحليل اللحظي؛ حيث يمكن للمتداول تعديل استراتيجيته بشكل فوري بناءً على التطورات في السوق أو الأخبار العاجلة.
  • أما بالنسبة للصيانة والمتابعة، فإن التداول الآلي يتطلب مراقبة تقنية وصيانة لضمان سير النظام بشكل صحيح، يجب مراقبة الأداء بشكل دوري للتأكد من أن الاستراتيجية تعمل كما هو متوقع.
  • في حين أن التداول اليدوي يتطلب تواجد مستمر من المتداول لأن جميع القرارات تُتخذ يدويًا ويجب متابعة السوق بشكل دقيق.
  • إن الاختلاف الأساسي بين النوعين يكمن في سرعة التنفيذ، التأثر بالعواطف، الانضباط، القدرة على التفاعل مع التغيرات المفاجئة، والمتابعة المستمرة.

كيف تختار منصة تداول آلي موثوقة؟

عند التفكير في استخدام التداول الآلي، فإن اختيار المنصة المناسبة يُعد أمرًا حاسمًا إليك أهم العوامل التي يجب مراعاتها:

  • الشفافية: تأكد من أن المنصة تقدم تفاصيل واضحة حول استراتيجياتها وأداءها السابق.
  • سهولة الاستخدام: هل يمكن للمستخدم العادي ضبط الإعدادات دون خبرة برمجية؟
  • خيارات التخصيص: هل تتيح لك تعديل الاستراتيجية بما يتناسب مع أهدافك؟
  • إمكانية اختبار الاستراتيجيات: وجود خاصية Backtesting ضرورية لتقييم الاستراتيجية.
  • الدعم الفني والمجتمع: وجود مجتمع نشط ودعم متعاون يوفر راحة وأمانًا للمستخدم.
  • التكلفة: تحقق من وجود رسوم خفية أو اشتراكات باهظة.

نصائح للبدء في التداول الآلي

قبل استخدام هذا النوع في التداول اتبع هذه النصائح التالية أولًا:

  • ابدأ بحساب تجريبي: جرب استراتيجيتك على حساب ديمو قبل المخاطرة بأموالك الحقيقية.
  • لا تعتمد كليًا على النظام: راقب السوق يدويًا من وقت لآخر لتتأكد من أن النظام يعمل بكفاءة.
  • قم باختبار الاستراتيجية تاريخيًا: استخدم بيانات سابقة لتقييم أداء الاستراتيجية.
  • احرص على إدارة المخاطر: ضع حدًا للخسائر وحدًا للأرباح، ولا تستخدم رافعة مالية عالية في البداية.
  • تابع الأخبار الاقتصادية: لأن الأنظمة الآلية قد لا تفسر الأحداث السياسية أو الاقتصادية، يجب عليك مراقبة الأخبار بنفسك.

الخلاصة

في النهاية إن التداول الآلي يمثل قفزة كبيرة في عالم الأسواق المالية، حيث يتيح تنفيذ الاستراتيجيات بسرعة وبدقة ويقلل من التحيزات النفسية، إلا أن له تحدياته، مثل الاعتماد الكامل على التكنولوجيا أو ضعف الاستجابة للأحداث المفاجئة فلا يوجد نظام تداول مثالي، ولكن الاستخدام الذكي للتداول الآلي، إلى جانب الوعي بالمخاطر واتباع قواعد صارمة لإدارة رأس المال، يمكن أن يجعل منه أداة قوية تعزز من فرص النجاح في الأسواق، ويمكنك التواصل مع فريق موقع كوبزنز كوبي للحصول على أي استشارة متخصصة في مجال التداول.

الأسئلة الشائعة

ما الفرق بين التداول الآلي والتداول اليدوي؟

التداول الآلي يتم باستخدام برامج تنفذ الأوامر تلقائيًا، بينما التداول اليدوي يعتمد على قرارات المتداول وتنفيذه الفعلي للصفقات.

هل يمكن أن يحقق التداول الآلي أرباحًا مستمرة؟

نعم، بشرط أن يتم اختيار استراتيجية ناجحة، وضبط النظام جيدًا، مع إدارة مخاطر مناسبة.

هل أحتاج إلى خبرة برمجية لاستخدام التداول الآلي؟

ليس بالضرورة، فهناك أنظمة جاهزة سهلة الاستخدام، لكن فهم الأساسيات البرمجية يساعد كثيرًا.

Leave A Comment